قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار إن الترجمة تعد عملية نقل انتقائي نقدي عقلاني للمعرفة والثقافة، وعملية نقل روح النص وفلسفته وفكره، مؤكدة ان موضوع الترجمة يقع في قلب المشروع الثقافي الأردني.
وأشارت النجار خلال رعايتها لفعاليات ندوة "شاهد على الترجمة" التي نظمتها جامعة اليرموك وجمعية المترجمين الأردنيين، ، ضمن فعاليات إربد العاصمة العربية للثقافة 2022، إلى أن الترجمة جزء أساسي بكل ما يتصل بالصناعة الثقافية، حيث تحرص وزارة الثقافة لأن تكون الترجمة ضمن المشروع الثقافي الذي يقدم المملكة الأردنية الهاشمية للعالم بما أنجزته بمئويتها الأولى وما تتطلع إليه بمئويتها الثانية.
وشددت على أن المشروع الثقافي لوزارة الثقافة لا يمكن ان يكون مشروعا مستداما ما لم يأخذ الأمور بكلية وبإيمان حقيقي بأن "الثقافة" تقع في قلب المشروع الوطني الأردني، وأنها تتقاطع مع صمود هذا البلد، مؤكدة على ان "الثقافة" هي المحرك الناعم والمتين وعامود أساسي من أعمدة التطوير الاقتصادي، والتحول السياسي المطلوب، ورفع سوية العمل العام.
وقالت النجار إن وزارة الثقافة تعمل على مبادئ التنوع والعقلية النقدية والعقلانية وتجسيد الشراكات الحقيقية الفاعلة، حيث تعد شراكة الوزارة ممثلة بمديرية ثقافة اربد مع جامعة اليرموك من الشراكات المثمرة نظرا لما أبدته الجامعة من تعاون فاعل من خلال احتضانها للعديد من الفعاليات الثقافية لاسيما هذا العام مع إعلان اربد العاصمة العربية للثقافة 2022.
وقالت: إن الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة قدم قصة سردية وطنية أردنية نباهي بها العالم، وهذه السردية مستمرة في تطور دائم، وقالت إنه يحق لنا أن نفخر بقيادة الأردن وشعبه ومؤسساته وبقدرته على التحول المستدام.
وأشادت النجار بالخطوات المتميزة التي خطتها جامعة اليرموك وتقدمها في الترتيب العالمي وفق تصنيف التايمز 2023، الأمر الذي يؤكد ان اليرموك وبجهود إدارتها وكوادرها وطلبتها لم تعد جامعة عادية وإنما مركزا للتنوير والعلم والمعرفة، داعية طلبة الجامعة بأن يكون كل واحد منهم عبارة عن مشروع ابداع وابتكار وريادة وانتاجية استثنائي.
وأشارت إلى أن الوزارة بصدد العمل على بحث علمي كمي ونوعي من أجل بحث ما قدمت الوزارة خلال العام 2022 مع اعلان اربد العاصمة العربية للثقافة، وكيف يمكن أن يستدام العمل الثقافي في مدينة اربد حتى بعد انتهاء هذا العام.
وبدوره ألقى عميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة كلمة رحب من خلالها بالمشاركين في حاب جامعة اليرموك التي لا تتوانى لحظة عن القيام بدورها الحضاري والتنويري الساعي إلى اكتساب والعلوم والمعارف الإنسانية ونشرها.
وأكد ربابعة أهمية الترجمة في تفاعل الحضارات والتواصل بين المجتمعات، وأنها غدت شكلا جوهريا من أشكال المثاقفة التي تنفتح على الآخر لفهمه وإدراك عالمه وعلومه، كما أنها علم لا يعرف حدوده وأركانه إلا الذي خبر الترجمة وعانى في سبيلها فهي علم وثقافة وكنوز من المعرفة.
وأشار إلى أن للترجمة دورا أساسيا في حياتنا اليومية لأنها قادرة على اختراق الجغرافيا لتصل إلى الثقافة والمعرفة عند الآخر، وفتح الآفاق أمام بيئات وثقافية ولغوية مجهولة، لافتا إلى أن المترجم ليس عبارة عن وسيط يتعامل مع أنظمة لغوية، بل إنه وسيط ثقافي،
وألقى رئيس جمعية المترجمين الأردنيين الدكتور محمد عبيدات كلمة أشار فيها إلى أن انعقاد هذه الندوة جاء احتفاء باليوم العالمي للترجمة الذي يصادف في 30 من أيلول من كل عام حيث جاء هذا اليوم بقرار صادر عن الأمم المتحدة، وكانت فكرة الاحتفاء بهذا اليوم منبثقة من الاتحاد الدولي للمترجمين وقد بدأها في العام 1991 إلى أن صدر قرار من هيئة الامم المتحدة في العام 2017 لاعتبار هذا اليوم باليوم العالمي للترجمة.
واستعرض عبيدات نشأة جمعية المترجمين الاردنيين عام 1993 بهدف الارتقاء بالترجمة في الأردن من خلال ضبط جودتها ورفع كفاءة المترجمين، والعمل مع الجهات المعنية لحماية المترجمين، بالإضافة إلى تهيئة المترجمين المعتمدين، وتبادل المعارف والخبرات الخاصة بالترجمة، وعقد الندوات والمؤتمرات العلمية في مجالات دراسات الترجمة للارتقاء بكفاءة المترجمين والأكاديميين على حدٍ سواء.
وأكد عبيدات أن الترجمة مثاقفة بين الأمم والحضارات وهي ظاهرة إنسانية ووسيلة اتصال بين الأمم والشعوب، لافتا إلى أن العرب قد ترجموا عن اليونان والفرس والهنود، حيث قاموا بترجمة فلسفة ارسطو وافلاطون وطب أبقراط عن اللغة اليونانية، وترجموا عن الفارسية كليلة ودمنة والشاه نامة الفارسية للفردوسي، وعن الهندية الحكم والأمثال وعلم الأصوات، ومن جهة أخرى قام الغرب في العصور الوسطى بترجمة الفلك والرياضيات والعلوم الأخرى عن اللغة العربية ومن أبرزها كتاب الطب لابن سينا والخوارزميات وغيرها.
وأشار إلى أنه سيتم خلال ندوة "شاهد على الترجمة" مناقشة مجموعة من المفاهيم حول تشخيص واقع الترجمة ومأسستها في الأردن، وسياق الترجمة في مدينة إربد، ودور الترجمة في بناء جسور التواصل الثقافي بين الشعوب والمحافظة على روح النص وهويته، والحفاظ على قنوات التواصل بين المترجمين المحترفين من جهة وبين الأكاديميين من جهة ثانية، والترجمة والتعريب والمصطلحات.
وخلال فعاليات الافتتاح قدمت النجار الدروع التكريمية للمشاركين في فعاليات الندوة وهم الدكتور محمد عصفور، والدكتور بسام ربابعة، والدكتور فؤاد عبد المطلب، والدكتور أحمد الحراحشة، والأستاذ محمد أزوقة، والأستاذ إسماعيل أبو البندورة.
وحضر فعاليات الندوة رئيس المكتب التنفيذي لإربد العاصمة العربية للثقافة 2022 المهندس منذر بطاينة، ومدير مديرية ثقافة اربد الدكتور عاقل الخوالدة، وعدد من أعضاء جمعية المترجمين الأردنيين، وأعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب بالجامعة، وجمع من طلبتها.