مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الدكتور موسى ربابعة فعاليات ندوة "يوم العلم والحضور الملكي في المحافل الدولية خمسة وعشرون عاما من العطاء والإنجاز"، التي نظمها قسم التاريخ والحضارة في كلية الآداب بالتعاون مع مديرية ثقافة اربد والمنتدى الثقافي-اربد بمناسبة عيد اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية ويوم العلم الأردني، بحضور عميد الكلية الدكتور محمد العناقرة، ومدير مديرية ثقافة اربد الدكتور سلطان الزغول.
وشارك في فعاليات الندوة كلا من العين السابق الفريق المتقاعد غازي الطيب، والدكتور بكر المجالي الكاتب والمؤرخ مدير مركز التوثيق السابق في الديوان الملكي، والدكتور أحمد الجوارنة من قسم التاريخ والحضارة بالجامعة، وأدارها استاذ العلوم السياسية الدكتور وصفي الشرعه، حيث تناولت الندوة ثلاثة محاور اساسية، المحور الاول: ويتعلق بتطور الاقتصاد الوطني في عهد جلال الملك عبدالله الثاني، والمحور الثاني: ويتعلق بيوم العلم، والمحور الثالث: يتعلق بدور جلالة الملك في المحافل الدولية.
وهنأ ربابعة الشعب الأردني بمناسبة صدور الإرادة الملكية بعقد الانتخابات البرلمانية التي تمثل حلقة هامة في منظومة التحديث السياسية التي يرعاها جلالة الملك، مبينا أن يوم العلم يمثل نقطة اهتمام لدى القيادة الهاشمية والتي نقلت الفكرة من فكرة الشعار الرمزي للدولة الاردنية الى فكرة الثقافة الوطنية.
وأشاد ربابعة بالمستوى المتميز لكلية الآداب التي أثبتت أنها تسير بخطى ثابته نحو تطوير عمليتها الاكاديمية، مؤكدا أهمية إجراء التشبيك مع المجتمع المحلي من ناحية خدمية، وبين التخصصات المختلفة في الكلية من ناحية علمية وبحثية.
بدوره أكد العناقرة إن تنظيم هذه الفعالية الوطنية جاء انطلاقا من رؤية الجامعة للتركيز على الاحداث الوطنية وتوجيه اعضاء هيئة التدريس والطلبة للتفاعل معها، باعتبارها محطات هامة في تاريخ الوطن.
وأشار العناقرة بأن الراية الهاشمية مرت بمراحل تطور مختلفة منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى وحتى اللحظة، فهي تقدم سردية تاريخية هامة في عمر المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد أهمية التعاون والتشاركية بين الجامعة ومديرية ثقافة اربد، لتنظيمها مختلف الأنشطة الخاصة بالفعاليات الوطنية، مثمنا استجابتها للمساهه في خلق الوعي والثقافة تجاه المسائل الوطنية.
من جانبه اكد مدير ثقافة اربد الدكتور سلطان الزغول على حرص وزارة الثقافة على الاحتفال بمثل هذه المناسبات الوطنية التي تعمل على تعزير الهوية الوطنية لدى الطلبة، وغرس قيم الانتماء والولاء لثرى الأردن الطهور وقيادته الهاشمية، مشيرا الى ان مظاهر الاحتفال بالرَّاية عديدة، فعندما رفع جلالة الملك عبد الله الثاني راية الثورة العربية الكبرى في العقبة وكذلك راية المملكة الأردنية الهاشميَّة في حديقة القصور الملكيَّة في عمَّان قبل عشرين عامًا من إعلان يوم العلم حديثًا؛ فإنَّما يدل ذلك على حرص جلالته على تعزيز روح المواطنة والانتماء وتوجيه الثقافة الوطنيَّة نحو تعظيم دور العلم.
الدكتور وصفي الشرعه خلال إدارته للندوة لخّص المحطات الهامة في عمر الدولة الاردنية خلال ال25 عاما، بعنوان التحديات الكبرى، فقد نودي بالملك عبدالله الثاني ملكا خلفا لوالده المغفور له بأذن الله الملك حسين عام 1999، في الوقت الذي تسارعت به الاحداث نحو انجرار المنطقة الى حروب واحداث خطيرة متواترة بدات عام2001، ثم 2003، 2011، 2015، 2023، لكن حكمة جلالة الملك ورجاحة عقله استطاع تجنيب المملكة الكثير من الازمات الإقليمية، مشيرا إلى أن الدولة الاردنية قد تطورت في مجالات عدة حتى اضحت ركنا هاما في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بيوم العلم فقد بيّن الشرعة بأن العلم يمثل رمزا هاما من الرموز الوطنية للدولة الاردنية، ومن المهم ان يتم التركيز على خلق الثقافة الوطنية نحو العلم الاردني لدى الشباب الاردني عبر الندوات والمحاضرات الاكاديمية.
ففي المحور الاول قدّم الطيب ورقة حوارية بعنوان "الاقتصاد الوطني وتحديات مجابهة العصر خلال خمسة وعشرون عاما من جلوس جلالة الملك على العرش"، مشيرا فيها إلى ان جلالة الملك ومنذ تولي سلطاته الدستورية وضع خارطة طريق لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، وقد برز ذلك في الناتج المحلي الاجمالي للمملكة والذي ارتفع تسعة اضعاف ما كان عليه قبل عشرين عاما، فقد كان الناتج المحلي الاجمالي للاردن عام 1999 لا يتجاوز 5 مليار دولار امريكي ارتفع عام2021 الى 45 مليار دولار تقريبا.
واستعرض المحطات الهامة في عمر الاقتصاد الاردني والتي تمثلت بمشاريع التنمية الاقتصادية وتشجيع التجارة الخارجية ومكافحة الفساد الاقتصادي واتباع برنامج الخصصة وجلب الاستثمارات الاجنبية وتشجيع الصادرات والانخراط بالعولمة وتشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص وغيرها من المحطات الهامة.
في حين تحدث المجالي في ورقته الحوارية في المحور الثاني عن "يوم العلم: نحو خلق ثقافة وطنية"، مبينا أن اعتماد يوم 16 نيسان كيوم للعلم الاردني يأتي في غمرة احتفالاتنا بمئوية الدولة الاردنية تقديرا لرمزية العلم بابعاده المعنوية والتاريخية، حيث نرى في تصميم العلم توازي الالوان؛ الاسود العباسي مع الابيض الاموي ثم الاخضر الفاطمي ويأتي الاحمر الهاشمي ليتصل بهذه الحضارات، وكأنه يعبر عن التصميم والارادة لأن تبقى الحضارة العربية بارثها الكبير خالدة في النفوس. واستعرض المحطات الهامة في تغيير ترتيب الالوان في الراية الهاشمية سواء في عهد الملك فيصل في سوريا 1920، وفي عهد الملك عبدالله المؤسس اثناء فترة الامارة وصدور القانون الاساسي 1928 الذي بيّن شكل راية شرق الأردن ومقاييسها، وصولا الى عهد الاستقلال عام 1946 واعتماد ترتيب وتوازي الالوان بصورته الحالية خلال عهد جلالة الملك حسين.
وأضاف المجالي إنه في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني كان للراية الهاشمية اهتمام أخر، فقد انصب اهتمام جلالة الملك على خلق ثقافة وطنية نحو العلم من خلال التركيز على تقديم الراية في الفعاليات الوطنية المدنية والعسكرية.
اما الجوارنة فقد اشار في المحور الثالث وبورقته المعنونة بـ "دور جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية"، الى سعي جلالة الملك باستمرار لخلق استقرار الاردن في وسط حالة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، لاسيما وانه تلازم تاريخيا مع القضية الفلسطينية املا والما، فكان اول من دفع الثمن بدم الشهيد الملك عبدالله الاول طيب الله ثراه في باحة المسجد الاقصى، ولذلك كرّس جلالة الملك عبدالله الثاني جل وقته واهتمامه لحمل القضية الفلسطينية الى جميع المحافل الدولية، داعيا الى حل الدولتين وتشكيل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن الملك لم يغفل النظر عن القضايا الاستراتيجية الاخرى المتعلقة بأمن الاردن ومشكلاته الاقتصادية والامنية، حيث بنا شراكات استراتيجية هامة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والصين وروسيا.
وبيّن الجوارنه بأنه ومن خلال رصده لنشاط جلالة الملك عبر موقعه الاليكتروني، فقد اتضح بأن للملك نشاط كبير في المحافل الدولية فقد شارك خلال الخمس وعشرين عاما بما يقرب من 250 نشاطا دوليا كبيرا وفي كافة المجالات.
وفي نهاية الندوة دار نقاش موسع أجاب من خلاله المتحدثون على اسئلة واستفسارات الحضور.