تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد العناقرة،عميد كلية الاداب وبحضور نائب عميد كلية الآداب للشؤون الإدارية أ.د. مضر طلفاح نظم قسم اللغات الحديثة ندوة بعنوان " سرديات الرحلات: بين الواقع والخيال" التي نظمها قسم اللغات الحديثة في جامعة اليرموك والتي تهدف إلىاستكشاف العلاقة بين الواقع والخيال في أدب الرحلات وكيفية تداخل الواقع مع الخيال عبر العصور والثقافات المختلفة وكيف يساهم هذا التداخل في تقديم تجربة قرائية غنية، كما تهدف هذه الندوة إلى التركيز على اهمية أدب الرحلات في تشكيل صورة الأخر لدى المتلقي.
هذا وقد أعرب الدكتور محمد العناقرة عميد الكلية عن تقديره الكبير للجهود المبذولة من قبل المحاضرين والباحثين المشاركين في هذه الفعالية العلمية،حيث أشاد بالتنوع الفكري والموضوعي الذي أظهرته الندوة، مشيرًا إلى أن أدب الرحلات يمثل جسرًا ثقافيًا هامًا بين الشعوب والحضارات، ويسهم في تعميق الفهم المتبادل.كما أكد على أهمية استمرار مثل هذه الندوات التي تفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب والباحثين للتعمق في دراسة الأدب والتراث الثقافي من منظور عالمي.
وقد جاءت محاور هذه الندوة متنوعة من حيث الطرح والموضوعات حيث تم مناقشة الرحلات في الأدب الألماني، والفرنسي والياباني. وقد بدء الدكتور محمود العلي الندوة بمداخلة حول الرحالة الألماني الشهير راينر ماريا ريلكه. وأشار الدكتور العلي إلى أن ريلكه، رغم شهرته كشاعر حيث كانت له تجربة سفرية عميقة أثرت في كتاباته، كان يسجل مشاهداته وتجاربه في الشرق بطريقة تمزج بين الواقعية والانطباعات الشخصية والخيال الأدبي. وكما تطرق الدكتور العلي إلى كيفية تصوير ريلكه للشرق كفضاء بالغموض والجمال بالإضافة الى صورة الإسلام التي كانت حاضرة في كتاباته.
وتناولت الدكتورة منى بني بكر رئيسة قسم اللغات الحديثة موضوع "الحجاب ولباس المرأة الشرقية في أدب الرحلات الفرنسي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر" من خلال دراستها لأعمال جيرار دو نيرفالوفولني. حيث أوضحت الدكتورة بني بكر كيف تم تصوير المرأة الشرقية، خاصة ما يتعلق بالحجاب واللباس، كرمز للاختلاف الثقافي بين الشرق والغرب وكرمز للغموض ولصورة الشرق في مخيلة الكتاب. كما قامت بمقارنة هذه الصور مع ما عرضه رفاعة الطهطاوي في كتابه "تخليص الإبريز في تلخيص باريس"، حيث قدم الطهطاوي رؤية شرقية متزنة.
وتحدث الدكتور مأمون الشتيوي عن موضوع "الرحلة إلى الفضاء والعلاقة بين العلوم الطبيعية والأدب". وأشار الدكتور الشتيوي إلى أن الخيال العلمي ليس مجرد تصور مستقبلي، بل هو انعكاس للتقدم العلمي والفكري. متناولا في حديثه كيفية استلهام الأدب من تطورات العلوم الطبيعية، وكيفية تصوير الرحلات الفضائية في الأدب كجسر بين الواقع العلمي والخيال الأدبي. وناقش تأثير هذه السرديات على الثقافة الشعبية وكيف ساهمت في تشكيل تصوراتنا عن الفضاء والكون.
وقد اختتمت الندوة بمداخلة من الطالب الباحث كريم طلفاح الذي تناول موضوع "الترحال في الشعر الياباني في العصور الوسطى"، مركزًا على الشاعر ماتسو باشو. مستعرضا كيف كانت الرحلة والتأمل في الطبيعة موضوعات رئيسية في شعر باشو، مشيرًا إلى أن رحلات الشاعر كانت نوعًا من البحث الروحي والتواصل مع الطبيعة.
وقد حضر هذه الندوة عدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة في كلية الآداب وقسك اللغات الحديثة حيث تم تكريم الزميل الأستاذ الدكتور حسين ارحيل تقديرا لجهوده العلمية وتكريما له بمناسبة انتهاء عمله في قسم اللغات الحديثة في الجامعة