صدر عن دار خطوط وظلال في عمان كتابان مترجمان من الأدب الفارسي المعاصر إلى اللغة العربية، لرئيس قسم اللغات السامية والشرقية في كلية الآداب في جامعة اليرموك الدكتور بسام الربابعة.
وحمل الكتاب الأول عنوان: أنطولوجيا الرواية الفارسية المعاصرة للسيدة ميمنت مير صادقي، وهو يوثق لمسيرة الرواية الفارسية المعاصرة عبر قرن من الزمان تقريباً، ويشتمل على التعريف بها، منذ بداياتها في مطلع الثلاثينيَّات من القرن الميلادي الماضي؛ مروراً بالعقود التي تلتها، وصولاً إلى نهاية القرن العشرين، وبدايات القرن الحالي، وقد جاءت هذه الترجمة لتعريف القارئ العربي بمسيرة الرواية الفارسية المعاصرة وتطوراتها، وأنواعها، وتقسيماتها المختلفة، وأعلامها، ورموزها، والموضوعات التي طرقها الكتَّاب الإيرانيون في رواياتهم، وعالجوها بصور مختلفة؛ وهم الروائيون الذين نكاد نجهل أسماءهم في عالمنا العربي، ولا سيَّما في جامعاتنا العربية، وسوف تفتح هذه الترجمة آفاقاً جديدة، وعوالم بكر أمام الباحثين العرب المختصين باللغة الفارسية وآدابها، ولا سيَّما المهتمين بدراسات الأدب المقارن؛ وذلك بسبب التشابه الكبير، والظواهر المشتركة بين كل من الرواية العربية المعاصرة، والرواية الفارسية المعاصرة؛ إذْ إنَّ هنالك تشابهاً كبيراً بين كثير من الروايات العربية والفارسية من حيث نشأتها، وأنواعها المختلفة، وحتى الأحداث والشخصيات، وروايات الأجيال، والرواية النسوية، والموضوعات التي عالجها كل من الروائيين العرب والإيرانيين في رواياتهم.
أما الكتاب الثاني فجاء تحت عنوان: مراحل الشعر الفارسي منذ الثورة الدستورية وحتى سقوط الملكية للأستاذ الدكتور محمد رضا شفيعي كدكني، وهو الكتاب الثاني الذي يترجمه الربابعة لهذا المؤلف؛ فقد سبقه كتاب "الأدب الفارسي منذ عصر الجامي وحتى أيامنا" الذي عملت عالم المعرفة ذائعة الصيت على تبنيه ونشره في الكويت عام 2009م، بما يزيد على ثلاثة وأربعين ألف نسخة، وقد وصل الكتاب إلى جميع أنحاء العالم العربي وخارجه، ولاقى إقبالاً واهتماماً منقطع النظير؛ مما شجع المترجم وحفزه على ترجمة الكتاب الحالي؛ إذ إنه كتاب مميز وفريد من نوعه، فهو يهدف إلى التعريف بالشعر الفارسي المعاصر، وتحليله ضمن منهج نقدي يتسم بالدقة ووضوح الرؤية، وهو عبارة عن بانوراما تطوف بنا في عالم الشعر الفارسي المعاصر، نتعرف من خلالها على تياراته الشعرية، وتوجهاته، ومضامينه، وأشهر شعرائه، والقضايا التي كانت تشغلهم خلال تلك المدة الزمنية، التي تمتد من قيام الثورة الدستورية في إيران عام 1906م، وحتى سقوط الملكية، وبداية مرحلة جديدة من تاريخ إيران الحديث عام 1979م، ومن المؤكد أنَّ هذا الكتاب- الذي يشتمل على ثلاثة فصول هي: مراحل الشعر الفارسي منذ الحركة الدستورية وحتى سقوط الملكية، والشعر الفارسي بعد الحركة الدستورية، ومنحنى الشعر الفارسي في القرن الماضي- سوف يثير اهتمام القراء العرب؛ ولا سيَّما المثقفين المتعطشين للاطلاع على الأدب الفارسي المعاصر، الذي نكاد نجهله في عالمنا العربي، وهو كتاب جدير بهذا الاهتمام لما يحويه من دراسة، وتحليل للشعر الفارسي المعاصر من وجهة نظر نقدية جديدة، وكون صاحبه أكاديمياً، وأستاذاً جامعياً من الطراز الأول، ومن الجدير بالذكر أن هذين الكتابين يتم عرضهما حالياً في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
يذكر أن الربابعة يحمل رتبة الاستاذية، وحاصل على درجة الدكتوراه في اللغة الفارسية وآدابها من جامعة طهران، 2004م.